كتاب في معية الحبيب

هذ الكتاب من درر كتب التهذيب والتربية، والتصفية والتحلية، والتنقية والتخلية، وما أحوج النفس البشرية إلى هذا كله، فهو كتاب نافع لكل داعية وخطيب يريد أن يمتع جمهوره ومستمعيه بأطايب القصص السامي لثلة من الأولين السابقين إلى الله رب العالمين، كما أنه ماتع ومشوق لكل من أراد أن يعاين ويعايش حياة السلف، في مرحلة أولى للسير على دروبهم المباركة الموصلة إلى جنات النعيم.

ومما يمتاز به هذا الكتاب أنه يقدم أخلاقًا عالية من أخلاق السلف رضوان الله عليهم مجسدة من واقع حياتهم، فما أيسر الكلام عن المثل العليا والقيم السامية، لكن ما أصعب التطبيق إلا على من يسر الله سبحانه وتعالى عليه، فهاهي نماذج بشرية فعلت ما ينبغي أن يُفعل، وما أيسر الفعل على الإنسان إذا علم أن هنالك من سبقه إليه وتكلل سعيه بالنجاح.

إن قارئ هذا الكتاب يجد نفسه في عالم آخر، يحاول أن يرقى به ويأخذ بيده إلى مسالك الكبار رضوان الله عليهم، لينال جنات الخلد في نهاية مسعاه المبارك، بعد أن يحيا في دنياه حياة طيبة، كما وعد بذلك رب العالمين سبحانه وتعالى.

هذا الكتاب ليس من الكتب التي تُقرأ مرة واحدة ثم توضع على الرفوف، بل هو من الكتب التي لا يمل الإنسان من تردادها.. نفعنا الله به وإياكم.

يحتوي هذا الكتاب على خمسةٍ وعشرين درسًا من دروس معية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقتبس فيها من أحوال وأنوار هؤلاء الكرام، بدأ الكتاب بدرس مع المحبين، وفيه نتعلم كيف يكون الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من أقوامٍ بذلوا مهج العيون والقلوب، محبةً لله ولرسوله، وكيف عايشوا أنوار القلوب مع الله جل جلاله، ثم يستعرض لنا كل درس معية من معيات الحبيب، فنارة نطوف حول المحبين، ثم المخلصين، كذلك الموقنين، والأتقياء،والأنقياء،وكثير من أهل الفضل والنور .