محتوى كتاب تكاليف وأوراد

من فوائد الذكر: ذكر الله للعبد، كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].

ومن فوائد الذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سُئل: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: “أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله” [أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، رقم 281، والطبراني في الكبير].

ومن فوائد الذكر: أنه يورث القلب المراقبة والإنابة، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، وغير هذا من الفوائد كثير، حتى قال ابن القيم في الوابل الصيب: وفي الذكر أكثر من مائة فائدة، فهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة، فمتى أعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله بقي باب الخير مرتجًا دونه.

ومن منطلق هذه الأهمية الكبيرة للذكرة يأتي هذا الكتاب ليتناول فوائد الذكر والأوراد وأن يكلف المسلم نفسه بقراءة أوراد يومية تزيد من حسناته حتى تجعلها كالجبال .

فالذكر كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه خفيف على اللسان ، ثقيل في الميزان ويبين هذا الكتاب على صفحاته أن الأصل في الذكر هو الإكثار منه، فقد وَرَدَ الذِّكر في كثير من الآيات مقرونًا بكلمة كثيرًا، من ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42]. وقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]. وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [آل عمران: 41]. وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10].

وكما فهمنا من علمائنا ومشايخنا فإن الذاكر لا يكون ذاكرًا إلا إذا كان مكثرًا من ذكره؛ لأن الإقلال من الذكر صفة المنافقين، فقد قال تعالى عنهم: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142]. وقد شاع بين الناس في هذه الأيام أن الذكر هو فقط التسابيح التي تكون بعد الصلوات المفروضة، فاكتفوا بها، وكانت نتيجة ذلك أن قست قلوبهم، ولو أكثروا من ذكر الله لخشعت جوارحهم ورقت قلوبهم وملئت بالرحمة والمحبة.

وتناول هذا الكتاب كثير من أبواب الذكر القرآنية ومن السنة النبويية فتناول :

فوائد الذكر.

تعريف الأوراد.

أنواع الأوراد.

آداب قراءة الأوراد.

آداب الأوراد الظاهرة والباطنة.

سور القرآن التي تُقرَأُ كأوراد يومية.

كما وضع للمسلم الكثير من الأوراد التي تعتمد على القرآن والسنة ليتلوها المسلم في يومه فيزداد قلبه أمنًا وسلامًا ورضا وثوابًا من الله .