يحتوي الكتاب علي:-
محتوى كتاب النحو البلاغي
العلاقة بين النحو والبلاغة قضية قديمة تطرق إليها القدماء، وكانت لهم مواقفهم النظرية أو التطبيقية في شأنها. كما أنها شغلت عددًا من الباحثين المحدثين، وتفاوتت آراؤهم بين مُقرّ للفصل بين العلمين، وداع إلى التكامل بينهما، بل ذهب بعض الباحثين إلى توحيد العلمين معًا في علم واحد بأن يكون النحو جسمًا روحه المعنى، وبهذا يتم إلحاق علم البلاغة بالنحو وأيده في ذلك، وقد دعا تمام حسّان إلى أن يكون على البلاغة (علم المعاني بصفة خاصة ) قمة الدراسات النحوية أو فلسفتها، وهناك من اختلف عن هذا الرأي مثل الدكتور شوقي ضيف الذي رأى أن الأصح هو فصل العلمين وإفرادهما ولكنه كان مدافعًا عن النحو العربي بأنه يُغلب المعنى على القاعدة دائمًا.. وإن كانت أراؤه لا تتسم بحزم شديد في تحديد العلاقة بين النحو والبلاغة، فهو يدعو في موضع إلى “ضرورة التخلص من مبدأ الاستقلالية في الدرس اللغوي” ثم يدعو إلى خلاف ذلك في موضع آخر فيقول: “لا شك أن استقلال كل مستوى بمباحثه ومصطلحاته أنفع في الدرس.
وقد اتسمت اللغة العربية بمجموعة من السمات والخصائص، التي أكسبتها مزيدًا من التميز والأصالة؛ فقد استطاعت هذه اللغة أن تحفظ تراثنا العربي والإسلامي، وأن تنقل جوهر الثقافة العربية وعمقها إلى الحضارات الأخرى، وقد حفظت هذه اللغة تراثنا ؛ لأن الحق تبارك وتعالى قد تعهد بحفظ كتابه الكريم، وقد انسحب هذا الحفظ، وذاك التعهد عليها.
وإذا كان هناك من سبيل إلى تعهد هذه اللغة، فإن أفضل السبل لذلك يكون بدراستها، والتدقيق فيها، وتأكيد أصالتها، وتقديمها في صورة سهلة وميسرة، تعكس روحها ومتانتها .
وينطلق المؤلف في هذا الكتاب باحثا عن الرباط الوثيق بين علوم اللغة العربية المختلفة، مستمدة أصالتها من دراسات تراثية عربية، حاولت أن تعالج ما نعرض له هنا، وقد حازت السبق، وأقامت الأسس، وقد نهضنا لنبني عليها، ونعلي البناء، لتكتمل مسيرة خدمة اللغة العربية وعلومها .
ولعل من علوم اللغة العربية التي لا نستطيع بحال أن نغفل أهميتها ( النحو والبلاغة) فأولهما سبيل إلى عصمة القلم واللسان، وتقوم عليه أحوال التراكيب والأساليب، ولا تقوم اللغة إلا به .
وثانيهما: هو أداة تقويم الأسلوب، ومراعاة مقتضى الحال، وتركيب الصور والأخيلة، وهذان العلمان توجد بينهما صلات علمية وعضوية وعلاقات أكاديمية وتربوية .
وقد انطلقت الدراسة من تلك الصلات، محاولة علاجها فيما يسمى ( العلاقات النحوية البلاغية) وهذه العلاقات هي الفكرة الأساسية الي نعالجها هنا بوسائل شتى، حيث تعالج أولًا من مدخل نظري، ثم تعالج بعد ذلك من مدخل تطبيقي .
أولًا: اشتملت النظرية على ثمانية أقسام رئيسة وهي:
القسم الأول: النحو العربي ( مجاله، موضوعه، طبيعته، أهميته):
القسم الثاني: البلاغة العربية ( مفهومها – نشأتها – موضوعها – علومها)
القسم الثالث: النحو البلاغي ( مفهومه – مباحثه )
القسم الرابع: العلاقات النحوية البلاغية ودوسيسير ونماذج تطبيقية
القسم الخامس: عبد القاهر الجرجاني ونظرية النظم والتطبيقات التربوية لها
القسم السادس: الأسلوبية والعلاقات النحوية البلاغية
القسم السابع: البنيوية والتراكيب اللغوية
القسم الثامن: الجانب التطبيقي والاختبارات على العلاقات النحوية