يحتوي الكتاب علي:-
محتوى كتاب المهاجرون إلى الله
إذا كانت هجرة النبي من مكة إلى المدينة هي الهجرة الظاهرة، فإن باطنها هي الهجرة إلى الله تعالى ، وهي الهجرة الباقية التي لا ينتهي أمدها ولا تنطوي صفحتها إلا بأن يرث الله الأرض ومن عليها ، كما أخبرنا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ $ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ ” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا”
لقد كان المؤمنون يفرون بدينهم في أول الأمر إلى الله ورسوله؛ مخافة الفتنة، أما اليوم فقد انتشر الإسلام، واليوم أنت تعبد ربك حيث تشاء فلا هجرة مكانية إنما هي جهاد النفس، وهجرة الذنوب والآثام، والفرار إلى الله تعالى بالامتثال إلى أوامره واجتناب نواهيه.
وإن كتابنا ( المهاجرون إلى الله ) يرسم الطريق للهجرة والإنابة إلى الله عز وجل ، كما هاجر سيد الخلق، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، باستعراض مفهوم الهجرة النبوية الشريفة وكيف كانت ، وما أثمرت عنه من دروس وعبرات ، وما ينبغي للمسلم أن يكون عليه عند هجرته .
وقد ختمنا كتابنا بومضات من حياة بعض التائبين إلى الله عز وجل ؛ كي تكون أمثلة حاضرة أمامنا ، ولنعلم منهم كيف مَنَّ الله عليهم بالتوبة والإنابة إليه ، ونأخذ من حياتهم العبر والمواعظ كي تكون سراجًا لنا على طريق الهجرة