محتوى كتاب المحن والمنح

هذا الكتاب يشتمل على مجموعة كبيرة من القصص التي تحمل في طياتها مواعظ عظيمة، وهذه القصص لأناس قد وُضعوا في محن شديدة، فأيدهم الله تعالى وثبتهم بفضل تضرعهم وعبادتهم لله عز وجل، فتحولت هذه المحن إلى منح عظيمة، وهدايا من الله الكريم المنان.

فإن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختبارًا لهم، وتمحيصًا لذنوبهم، وتمييزًا بين الصادق والكاذب منهم، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]. وقال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]. وقال تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 1، 2].

فوائد المحن

يتبيّن للمسلم أن للمحن فوائد كثيرة، قد تبدو له حالة نزول البلاء به، وقد لا تنزل، ومنها:

أنها تظهر الصديق من العدو، وتعرف الإنسان محبيه من مبغضيه، فيظهرون وقت الشدّة؛ أما المحبّ فيقف بجانبك منصفًا، وأما المبغض فيقف وراءك شامتًا.

وقد قال الشاعر:

جَزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خير… وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها إلا لأني… عرَفتُ بها عدوِّى من صدِيقي

وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة، والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل.

فهذا من الكتب التي لا غنى لكل مسلم عنها ولكل من يمر بضيق أو محنة فعليه أن يقرأه ففيه فوائد جمة وخيرات عظيمة .