يحتوي الكتاب علي:-
كتاب الحوار في الإسلام
لا يفهم من مصطلح تجديد الخطاب الديني تغيير الثوابت الإسلامية، فالثوابت الإسلامية التي عاش عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته هي ثوابت تظهر التسامح واللين والرفق والرحمة والتلطف مع الآخر في دعوته، والبعد عن العنف، وهو ما انعكس في تحبيب الناس للإسلام، وجعلهم يدخلون في دين الله أفواجًا بلا إكراه ، ولا عنف، ولا تشدد.
إن القيم الإسلامية السمحة، والمبادئ الأخلاقية التي جاء بها الإسلام كانت من أهم الأسباب في نشر الدعوة، حيث تلامس بشاشتها القلوب، فإذا هي مبصرة تميل إلى دين الله الحق القائم على الرحمة والبشرى واللين.
غير أنه في عصرنا الحاضر نحن في أشد الحاجة إلى هذا الخطاب الإسلامي الأصيل القائم على البشرى والرحمة والرفق، كما أننا في حاجة إلى تجديد وسائل الخطاب ووسائل الاتصال مع الآخر، ولا بد أن يكون هذا التواصل وهذا الخطاب قائم على الحوار والحكمة والموعظة الحسنة مصداقًا لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
هذه هي صورة الإسلام السمحة التي نحتاجها في التواصل مع الآخر، بلا إفراط ولا تفريط، ولا اعتداء على الثوابت الإسلامية، ولا تغيير ولا تبديل، بل إظهار وإبراز لقيم كلها رفق ولين ورحمة من رب رحيم ورسول كريم.
وفي سياق هذه الصورة السمحة للإسلام وهذه الروح العظيمة التي تميل إلى الرفق جاء هذا الكتيب في مقدمة وخمسة فصول هي:
الفصل الأول: مفهوم تجديد الخطاب الديني وأهميته وضوابطه
وتناول عناصر أربعة هي: التجديد في اللغة، معنى كلمة: ((الخِطاب)) في اللغة، وأهمية تجديد الخطاب الديني، ورابعًا: ضوابط تجديد الخطاب الديني.
أما الفصل الثاني: أركان تجديد الخطاب الديني فقد تناول أربعة أركان هي الدعوة،: والداعية، والمدعو، ووسائل الدعوة.
وجاء الفصل الثالث بعنوان : خصائص تجديد الخطاب الديني حيث جاء في خمسة عناصر هي : الحكمة والموعظة الحسنة، وسطية الخطاب والدعوة، وقيام الخطاب الديني على الإقناع وليس الإكراه، والحوار الحسن، والبصيرة.
وجاء الفصل الرابع بعنوان : أهداف تجديد الخطاب الديني ليتناول أربعة عناصر هي : إظهار الصورة الصحيحة للإسلام القائمة على التسامح والرفق والأخلاق، ومواجهة الفكر المتطرف، والمساهمة في وضع حلول وفتاوى للأقليات المسلمة من فقه الواقع، والتبادل المعرفي والحضاري مع الآخر.
أما الفصل الخامس فهو بعنوان : الفرق بين الإصلاح الديني والتجديد الديني، حيث تناول: الفرق بين مصطلحي الإصلاح والتجديد، وبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل في الخطاب الديني، وأنالقضية في الإصلاح الفكري وفهم القرآن والسنة، وأن الفتاوى قد تتغير بتغير الظروف والعصور.