يحتوي الكتاب علي:-
محتوى كتاب “الخط في التراث العربي”
يأتي كتابنا (الخط في التراث العربي الإسلامي- دراسة تحليلية، وقضايا تأريخية ومعاصرة) الذي هو سياحة في أفاق تراثنا الخالد؛ نقتطف من أزاهيره في واحة الخط؛ فصح أن يسمى الخط العربي الإسلامي؛ فقد ارتبط بالإسلام كما تقدم، وصار إلى جانبه مع الفتوحات الإسلامية. وقد عولجت مادة الكتاب في أربعة فصول، وخاتمة، واستُعين في إعداده بما يزيد عن مائة وعشرين مرجعاً، فضلًا عما شمله الكتاب من أشكال خطية تراثية وحديثة، قاربت الأربعين أنموذجاً. وقد اقتضت طبيعة المعالجة البدء بمدخل نظري في دراسة الخط العربي بين الرؤية التراثية والمعاصرة، وكان السبيل إلى ذلك الحديث عن عملية الكتابة؛ من حيث موقعها من اللغة، وفضلها، وأهميتها، وموقع الخط منها. وقادنا ذلك إلى تناول مفهوم الخط في التراث العربي؛ من خلال تناول اقتباسات من بعض كتب التراث. وقد ظهر لنا من خلال تتبع ما رصد في كتب التراث العربي مدى أهمية الخط العربي، وفضل تجوديه، والعناية به؛ مما استلزم منا تخصيص معالجة عن أهمية الخط العربي قديمًا وحديثاً، وكذا الأهمية التعليمية للخط، ثم بدت الحاجة إلى بيان سمات الخط الجيد، ومعايير الحكم على جودته؛ استئناسًا بما ذكره السلف، وكذا اجتهادات المعاصرين؛ مما قدمناه من توجيهات؛ يمكن اتباعها لتحسين الخط وتجويده. ولأن الخط العربي يعكس جانبًا حضاريًا يتصل بالجانبين الفني والجمالي للخط، وكذا استخدام الخط العربي في العمارة الإسلامية، وفي الجانب الزخرفي التزييني، وكذا في انتشار الخط العربي في أوربا، ومدى عناية العرب بالورق والكتب. وقد خُصص الفصل الأول بمباحثه الخمسة، ليفصل القول في المفاهيم النظرية المتصلة بدراسة الخط العربي. ثم يأخذك الكتاب إلى الغوص في أعمال التاريخ، والتحليق في مدارجه؛ لتتأمل في نشأة الخط العربي في العهود القديمة من خلال النظريات الخمس التي فسرت ذلك، ثم تطور الكتابة القديمة ومراحلها التي مرت بها، وبيان علاقة الخط العربي بالخط النبطي، حتى ارتقينا زمنيًا إلى تناول تطور الخط العربي في العصر الجاهلي قبل الإسلام، وفي عصر صدر الإسلام، وفي العصرين الأموي والعباسي. وقد تطور الإعجام- التنقيط- وتطور الشكل في الكتابة العربية مع مراحل تطورها، ولذا خَصصنا مبحثًا تأصيليًا لذلك، وقد حفلت مادة هذا الفصل الثاني- الذي ضمن أربعة مباحث- بكثير من النماذج التراثية النادرة التي يحتاج إليه القارئ؛ للوقوف على التطور الخطي، وعلى نماذج من رسائله r إلى الملوك والأمراء؛ للوقوف على شكل الكتابة في العهد النبوي. وكي يُمتع القارئ ناظريه بنماذج من الخطوط العربية، فإنك تجد ما يغيث لهفتك في تناول أنواع الخطوط العربية؛ التي عرض لها الكتاب بين الطرح النظري والنماذج التطبيقية؛ التي دللت على تطور أنواع الخطوط العربية (الكوفي – الثلث – النسخ – الرقعة – الديواني – الفارسي – المغربي – الطغراء “الطرة” – ثم خطوط أخرى أقل شيوعاً) وهذا ما فصله الفصل الثالث الذي يعد فصلًا تطبيقياً؛ شمل كثيرًا من النماذج الخطية التي نحسبها جيدة إن شاء الله. وكي ننقب في درر تراثنا، ونبحث عن لآلئه وجواهره؛ فإننا نعثر على تناول لأبرز الخطاطين العرب في عصر الازدهار؛ حيث المدارس الخطية التراثية، ونلتقي عندئذ بإبداعات ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت المستعصمي، وغيرهم. ولأن كتب التراث التي عُنيت بالخط العربي بها من القيمة العلمية والثراء فقد استوقفنا القلقشندي في كتابه الأدبي الموسوعي (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) وذلك من خلال الجزئين الأول والثالث، اللذين عُنيا بالتراث الكتابي والخطي، فأخذنا في الاغتراف من فيضهما، واستقراء ما ورد بهما. ثم نتوقف عند الخط العربي بخصائصه الفريدة، وسماته المميزة له من خلال أحد عشر عنصراً، وأوجه تميزه على الخط اللاتيني وغيره، مما تجده في القضايا المعاصرة التي عرض لها الكتاب؛ الذي بحث في نهايته علاقة الأداء الخطي بالحالة التوافقية والانفعالية للكاتب، وهذا مبحث فريد به مادة ثرية جمعت بين الرؤية التراثية والمعاصرة.. وهذا ما عرض له الفصل الرابع بمباحثه الأربعة التي مزجت بين القضايا التأريخية والمعاصرة.