محتوى الكتاب

يعتبر هذا الكتاب دراسة لقضايا البيئة من منظور إسلامي، يستهدف بحوله تعالى تبصير المسلم برأي الإسلام في كثير من القضايا البيئية المعاصرة، وتأتي هذه الدراسة استجابة لتقديم رؤية إسلامية متكاملة حول قضايا البيئة ولتحقيق هذا الهدف فقد عولجت مادة هذه الدراسة في أربعة فصول: عرض من خلالها لأكثر من عشرين قضية بيئية معاصرة، استخرج الباحثان من كنوزها ما أثرى مادة بحثهما؛ التي وإن جاءت كبيرة في حجمها؛ فهذا ما اقضته طبيعة المقام لا الزيادة في المقال.

        فقد استهلت المعالجة في الفصل الأول؛ الذي جعل عنوانه ( مدخل لدراسة في المفهوم الإسلامي ) بيان مفهوم البيئة بصورة عامة ؛ بتناول دلالتها اللغوية، ثم إيراد المعاني المتعددة لها، هذا ما تناوله المبحث الأول؛ الذي جاء توطئة للمبحث الثاني، الذي حدد المفهوم الإسلامي للبيئة، ولتقديم رؤية أشمل لمكونات النظام البيئي من مجموعاته الأربع كان المبحث الثالث؛ الذي جاء توطئة للمبحث الرابع الذي يجيب عن سؤال مؤداه: كيف يتعامل الإنسان مع هذه العناصر؟

        ولأن علاقة الإنسان بالبيئة تقوم على الاتزان البيئي، فقد خصص المبحث الخامس لتناول قضية الاتزان البيئي من منظور إسلامي، وكي يحافظ الإنسان على هذا الاتزان البيئي.

         ولذا جاء الفصل الثاني خادماً للفكرة ذاتها، وهذا ما يكشف عنه عنوانه البيئة في الإسلام بين الفكر النظري والتطبيق العملي، وقد وقع هذا  الفصل في أربعة مباحث رئيسية؛ فقد أبان المبحث الأول منها ( قضية نظرة الإسلام إلى الكون والطبيعة ) التي حصرت في ست نقاط مهمة.

         وحفاظاً على معطيات هذا الكون ونعم الخالق وعناصر الطبيعة جاء المبحث الثاني في الإطار ذاته ؛ حيث تناول قضية حفاظ الإنسان على البيئة بمفهومها العام أولاً؛ ثم الحفاظ على البيئة في التصور الإسلامي، مع إجمال علاقة الإنسان بالبيئة في ست نقاط كذلك لتحديد المشكلة البيئية، وبيان كيفية مواجهتها والتغلب عليها من خلال رؤية إسلامية تتغلب على سبع مشكلات؛ أشير لها في هذا البحث .

        وسعياً لتحديد كيفية حماية البيئة في الإسلام كان المبحث الرابع الذي عولج في ست نقاط مهمة ؛ شملت الحماية المادية والمعنوية للبيئة، والقواعد التشريعية الإسلامية لحماية البيئة .

        هذه القضايا الأربع التي شملها الفصل الثاني، والتي جمعت بين الفكر النظري والتطبيق العملي ؛ مهدت للفصل الثالث الأكثر تنوعاً، والذي تناول قضايا بيئية معاصرة في ضوء الإسلام بين التشخيص والعلاج؛ ولذا ضُمن هذا الفصل الثالث: عشر قضايا.

        ولم يكن الفصل الرابع أقل أهمية من الفصول الثلاثة السابقة فقد عرض لقضيتين ذاتى صبغة اجتماعية وفردية، وجاء عنوانه دالاً على ذلك ( قضايا قيمية في التعامل مع البيئة من منظور إسلامي)، فقد تناول المبحث الأول قضية أمن البيئة في الإسلام والنهي عن الفساد والإفساد، أما المبحث الثاني من هذا الفصل فقد تناول قضية الاعتدال باعتبارها من القيم البيئية في الإسلام.

         وهكذا ختمت الدراسة بدعوة الإسلام إلى الاعتدال الذي هو سلوك بيئى إسلامي مرغوب فيه كما أنه مدعاة لاستدامة النعم، والذي هو سمة الفرد المسلم، والأمة الإسلامية { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكون شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً } (البقرة: 143).